مؤتمر طرابلس ٢٠١٧

فرص وتحديات التنمية الاقتصادية

تشخص أنظار المستثمرين ورجال الأعمال هذه الأيام إلى الدور الكبير الذي من المتوقع أن يلعبه لبنان عموماً وطرابلس على وجه الخصوص، في عملية إعادة إعمار سوريا بعد الأزمة، نظراً إلى الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به لبنان كمحطة وصل بين سوريا والعالم.

تكتسب طرابلس أهميتها بالنسبة لإعادة إعمار سوريا من كونها ثاني أكبر مُدن لبنان وعاصمة شماله، حيث من المتوقع أن تصبح أحد أهم خطوط الإمداد الرئيسية للشركات التي تنوي الاستثمار في مشاريع إعادة إعمار سوريا، مستفيدة من موقعها الحيوي بين البحر الأبيض المتوسط وبعض المحافظات السورية الأكثر تضرراً من الحرب، لا سيما منها دمشق وحمص.

كذلك، تستمد طرابلس أهميةً متزايدة من ضخ استثمارات فيها حالياً تفوق قيمتها 220 مليون دولار، ومن سلة مشاريع مستقبلية مُخطَّط لها بمبالغ تتخطى 400 مليون دولار، لتسهم كلها بفعالية في إحياء ورفع مستوى البُنى التحتية لخدمات الإمداد والنقل وبيئة عمل الشركات، ومن أبرز هذه المشاريع:

  • إعادة تطوير مرفأ طرابلس، ثاني أكبر الموانئ اللبنانية بعد مرفأ بيروت، باستثمارات تناهز 58 مليون دولار، بما يشمل إضافة محطة حاويات جديدة، وتعزيز قدرة المرفأ التشغيلية إلى خدمة 800 ألف حاوية سنوياً.
  • إنشاء خط قطارات بطول 35 كيلومتراً هدفه ربط مرفأ طرابلس بالحدود السورية، بتكاليف تصل إلى 60 مليون دولار، هي شريحة أولى، حصل عليها لبنان بتمويل مشترك من البنك الدولي و"البنك الإسلامي للتنمية" (IDB).
  • إنشاء "المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس" (TSEZ): وهي أكبر منطقة حُرّة في لبنان، وتتميّز بتقديم حوافز مالية وتمويلية وتجارية كبيرة ومشجعة جداً للمشاريع الاستثمارية.

وفي سياق مواكبة الدور المهم الذي من المنتظر أن تؤديه طرابلس على مستوى إعادة إعمار سوريا، تنظم "الشركة الدولية للمعارض" (IFP) ، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، "مؤتمر طرابلس 2017" الذي سيركز على فرص وتحديات التنمية الاقتصادية في طرابلس، خاصة في مرحلة إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الأزمة، وذلك بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، ومع مرفأ طرابلس، في 28 آذار الجاري بمقر غرفة طرابلس.

يوفر "مؤتمر طرابلس 2017" لأصحاب المصلحة الرئيسيين، منصةً لمناقشة تحديات وفرص التنمية الاقتصادية في عاصمة الشمال، وكذلك المشاريع الجاري تنفيذها حالياً، من زاوية ارتباطها بإعادة إعمار سوريا. كما سيتيح للمستثمرين والمطوّرين والمورّدين الدوليين والمحليين، إضافةً إلى السلطات المحلية المعنية، فرصةً ملائمة لمعالجة هذه القضايا، والاستفادة إلى أقصى حد من الفرص التي تتيحها خطط التنمية الاقتصادية في طرابلس الفيحاء.

Loader